..... كيف تعامل نفسك .........
الخوف الفطرى ............. والشجاعة المكتسبة
الشجاعة ليست فى عدم الخوف .... فالخوف شعور بشرى
فطرى إنما الشجاعة هى فى مواجهة هذا الخوف وعدم تركه
يأكل أرواحنا وحياتنا الخوف هو الموت الحقيقى الذى نخشاه
والضعف الحقيقى هو الا نقبل ضعف انفسنا ونتظاهر بالقوة رغم حاجة النفس للمواساه وشد الاذر فلا يجب أن
نتجاهلها حتى لا تصاب بالتبلد واللامبلاه نحن نشق على انفسنا خشية أن يرى غيرنا ضعفنا ... وكأن الضعف هو القاعدة وليس لحظات عابرة تتولد منها القوة
والحقيقة ان الخوف من ظهور الضعف هو الضعف نفسه
فاجأ الرئيس البرازيلي " لولا داسيلفا"
فى خطابه الجماهيري الاول بعد فوزه الساحق في الانتخابات
بعد اعتلائه المنصة لإلقاء خطابه وبيده هذا الحذاء ؟
فقال
" وصلني اليوم هذا الحذاء هدية من عمدة مدينة" فراتكو"
اعرف انه يقصد من تلك الهدية ان يذكرني
اننى ربما مسحت له يوما حذاءه او حذاء والده
ايام كنت اعمل ماسح أحذية وانا طفل فقير
وهذا شرف لبلدنا ان يصبح ماسح الاحذية رئيسا لدولة ... قمة الفخر بأنه استطاع أن يغير بيئته وخلق ظروف تتناسب مع قوة نفسه لا ضعفها
انت لست ضحية الظروف انت ضحية بيئة علمتك ان تكون عبدا للظروف فأنت من تنشأ بيئتك
التى تتحكم فى نشأة الظروف التى تروق لك وليس كما علموك ان كل شئ مقدر لك فاستسلم وارضى فهذا قمة الاجحاف والتجنى على الله فرسول الله كان إذا جاع تحسس الشبع عند أحد أصحابه فالله ليس بظالم ليكسرك ويضعفك وينهيك فنحن
نجهل الاقدار ونجهل الغيب ولا نعلم من منا الشقى ومن منا السعيد ومن منا الغنى ومن منا الفقير فلماذا نتجنى على الله ونحن مستسلمون ولم نجزى شرف المحاولة .. حتى الفقراء
أحباب الله صُدرت لنا بمفاهيم خاطئة لأن الله هو من يحدد من هم الفقراء فهناك معايير
وضوابط للفقراء عند الله فالفقراء عند الله هم اولئك الذى استنفذوا كل سبل المحاولة وهبوا لعزة أنفسهم والتى هى من عزة الله .... ولكنهم لم يوفقوا ورغم ذلك مستمرون فى السعى
فى الحقيقة أنت قوى ولكنك ظالم لنفسك لأنك ركنت لمقدسات الضعف فى نفسك وظللت عاكفا على خوفك ساجدا لبيئتك متوغلا فى ظروفك لدرجة الرق والعبودية آبيا التحرر
ولم تتعلم أن قوة النفس التى تتولد منها الارادة ليس فى تلك الانجازت والنجاحات التى حققها الفرد فى
أفضل الظروف وهو متكئ على اريكته كالذى ورث ثروة أبيه أو نشأ فى بيت كله علم انما القوة والنجاح هى فى مواجهة الصعاب وخلق
النجاح من براثن الفشل والمصابرة والجلد دون انحناء ولا انكسار ... فلا تجعل ماضيك ُسبة فى مستقبلك ولا عائقا لإنجازاتك فالماضى الذى ورثته هو نفس الحاضر الذى ورثه غيرك
فبإمكانك تغير المعادلة والمزاحمة فى تفاصيل المعطيات لخلق برهان صحيح ومقنع لرحلتك
التى كانت معدمه بسبب بيئتك التى أنشأت ظروفك المعدمه فيجب عليك ان تتعاطف مع نفسك وتعذرها واحيانا اخرى يجب عليك ان تقسوا عليها وتلومها فالنفس كالطفل اذا دللته فسد واذا قسوت عليه فسد ... فخروج آدم من الجنة كان عقاب لأنه عصى ربه ... ولأنه عاطل ومعطل فى بيئته ( الجنة ) كل ما يطلبه مجاب وكل ما يشتاق إليه حاضر ... فكان حتما من الخطيئة والإستسلام لهواجس الشيطان وأطروحاته ... لأنه إستغنى عن التفكير فهو ليس بحاجة إليه فهو فى جنة بجوار ربه وهذا هو المبتغى والمراد ولكن الله خلق الإنسان لعلة أخرى (إنى أعلم ما لا تعلمون ) فكان حتما على آدم أن ينزل منها عارية ليبحث عن كساء وجائعا ليبحث عن طعام وفى العراء ليبحث عن مأوى ووحيدا ليبحث عن ذرية تقيه هوس الفراغات من حوله