-->
روعة الإحساس روعة الإحساس
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...
random

الدستور الإخوانى غدا بظهر الغيب واليوم لي




منذ تأسيس فكرة الملك في الدولة الإسلامية  وتربع البعض على عروش السلطة يتوارثوها هم وأبنائهم انطلقت الأناشيد الفقهية التي تمكن للحاكم وأسرته تملك العرش وحكم البلاد والعباد  وأبحر كثير  من العلماء مستغلين إلمامهم بأحكام اللغة والفقه لقص نصوص تتواكب مع سير ركب الحاكم  وبذلك ظهر هذا الحل الفقهي  للخروج بة من أزمة الضمير التي عانى منها الحكام  جراء قتلهم لبعض المناوئين لهم والمعترضين على إرثهم غير الشرعي للملك وخاصة مقتل الحسين رضي الله عنه ومنذ ذلك الحين والأمة الإسلامية في أزمة حقيقية لمفهومية الحاكم وشرعيته ومن له الحق بخلعة وزاد على ذلك أن أوردو الرجال موارد النساء من حيث الدعاء فلا يجب لك مقاومة الحاكم بل الدعاء والتضرع لله ليزيحه عن الأمة  ويخلص الشعب  من حكمه الظالم وانطلقت الأمة تحت تأثير سيل من الفتاوى التي تجرم كل من يخرج عن الحاكم وان كان ظالم بل ووقع المناوئين له تحت حد الحرابة والإفساد في الأرض كل هذا ما هو إلا اجتهادات شخصية وفتاوى مشبوهة وقعت تحت تأثير سطوة الحاكم  وقد جُرجر الإسلام من حيث لا يدرى إلى هذا الوحل الفقهي الذي أصبح ذريعة للغرب للحكم عليه  مما تحتويه هذه الفتاوى من تشجيع الحاكم على الظلم دون حساب وتوريث أبناءه دون معوقات  وقد تمدد هذا الفكر إلى عصرنا هذا وحينما مكن الله الإخوان المسلمين والسلفيين  هذا الصعود الرمزي للحكم وهذا العلو الزائف في المناصب ظهر الوجه الأخر للعالم التقى الذي لا يريد إلا وجه الله لنراه أنما فعل ما فعل إلا سعيا وراء سلطان نمى  في عقله وسعى إلى تحقيقه لتتوالى التنازلات والإخفاقات لتلك الجماعات إبقاء على مناصبهم ومكاسبهم  وان كانت هذه التنازلات  هي حقوق الشعوب ودماء شهداء وان كانوا ما هم إلا ديكورات لمنظومة مدروسة وخطط مسبقة  يجب تنفيذها وما هم إلا أداة لتنفيذ ما يرغبه البعض  هم إذن أهل دنيا ولم يكونوا أبدا الإسلام كله أو بعضه وان الحقن الديني للمناطق الشعبية والفقيرة هي كانت سلالم لبلوغهم مبلغهم   وان كم الكذب والتقية التي مورست والتضليل والتناقض في التصريحات بداية من ثلث أعضاء المجلس إلى التغير الشامل في الرؤى الفقهية المتعلقة بالسياحة والفن والآثار والحجاب  انتهاء بالإخفاقات المتتالية في إدارة مجلس الشعب وكم اللجان التي خصصت لجلب الحقوق فأضاعت الحقوق واختفت اللجان ليظهر للعيان أنهم ستار لقوى تحرك وتقرر مصير البلاد وأنهم قانعون بهذا الدور ولا حرج من مزيد من التنازلات ليستقيم لهم الأمر في غيبة وغفلة من أكثر من ثمانون مليون مصري يحلمون بالعدالة والقصاص ثم تأتى تأسيسية الدستور لتكشف عن ما تبقى من وجه منظومة تخطط لاحتكار السلطة  وتخطط للانفراد والعبث بعقول الشعب  ليفاجئ الجميع بتلك الحسابات الدقيقة لحسم الموقف وهو التنسيق بين الإخوان والسلفيين على نسبة الخمسين والخمسين محاولين الانفراد بوضع دستور حزبي يخدم طائفة هي في ميزان الشرع بين الخطأ والثواب ويكرس لفقه امتداده منذ مئات السنيين أورد المسلمين النكسات والتخلف  إن دينا كالإسلام استوعب العالم بين أحضانه  وتفجرت ينابيعه في ربوع بلاد الكفر دون أحزاب أو منظمات ليكون المسلمين جاليات وبقع لا يستهان  بها في شتى بقاع العالم لا يمكن أن يكون رهينة حزب أو جماعة أفردت لنفسها من الفقه والفتاوى ما يحول الناس إلى  مسلوبي الإرادة والعقول والتبعية المطلقة  وغير المحدودة لفكر توقف منذ مئات السنين لدين مبدع ومتجدد كل يوم   وان البوادر تشير إلى أن هذا الدستور يخضع لفكر أحادى الجانب حتى من المنظور الإسلامي نفسه وفى غيبة من كل الحراك الإسلامي  سواء الوسطى منه والمتشدد  أن بوادره تشير إلى انه دستور إخواني سلفي وليس دستور إسلامي  وهذا من منطق أن فكر الطائفتين لم تجتمع عليهم الأمة  بل وربما ينحسر إلى دستور حزبي  هي إذا أفكار منسوخة من عصر زائل  فليس الفارق بعيد بين زرع المادة 76 التي زرعها النظام السابق للتوريث وبين دستور تكتبه طائفة  في غيبة وغفلة عن بقية الفرق والطوائف ومن المؤكد ان الدستور الجديد قد يكون برلمانيا أو معظم صلاحياته تتمركز في يد البرلمان وان رئيس الدولة القادم ما هو إلا ضيف شرف يقضى مدته تحت أضواء الرئاسة وينصرف  ومن المفترض في حالة ظهور أغلبية أخرى في البرلمانات القادمة تلغى الأغلبية الجديدة الدستور القديم لتشرع دستور يتماشى مع هواها ويبقى أمامنا كل دورة برلمان ودستور جديدين  وهذا يدل على العبث السياسي والبدائية في التفكير السياسي الذي يعتنقه هؤلاء أنهم  يقرون ببيت شعر قاله الشاعر الكبير عمر الخيام ( غُدُ بظهر الغيب واليوم لي ) وهذا ما يسلكوه ويفكرون فيه وهو انجاز ما يمكن انجازه للجماعة وهم في سدة الحكم فالغيب غير مضمون بالنسبة لهم  وان تجربة عبد الناصر معهم ليست بالبعيدة وان كم الخوف  والقلق الذي تسرب إليهم من تجربة تلك الحقبة جعلهم منساقين خلف الاستسلام المطلق والتنازلات غير المبررة لصاحب السلطة الحقيقة في البلاد   ونسى هؤلاء أنهم يتعاملون مع شيوخ السياسة وأساتذتها والذين استطاعوا أن يجعلوهم في مواجهة مع الشعب ناهيك عن التحلل الذي يصيب الجماعة بفعل الانشقاقات بين صفوفها  ونهاية القول أن وطن كمصر لهو اكبر من أي جماعة أو طائفة أو حزب فهي تستوعب الجميع وتسير كما تريد وتعرف حجمها الطبيعي الذي لم يأتي بعد من يضعها فيه وان ما يحدث ما هو إلا إفرازات لتوابع أنظمة فاسدة مدت جذورها من حيث لا تدرى إلى معارضيها والتي حولت معارضيها إلى مسخ من ذاتها دون أن يدروا أيضا وان مصر بحجمها ومفاجئاتها وطفراتها وهبتها التي لا يتوقعها احد لن ترضى بعد ثورة 25 يناير إلا بمن يستحقها ويعرف قدرها وان عبث الأطفال هذا ما هو إلا مقدمة لحراك فعال لإصلاح شامل لعجوز التاريخ مصر  وأنها تترقب خطابها لتفرز من بينهم من هو أحق بالتقدم لزفافها   

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

إبـــــــــــــــــــــــــداع

إبـــــــــــــــــــــــــداع
إضغط على الصورة لمتابعة الموضوعات

أغانــــــــــــى

أغانــــــــــــى
إضغط على الصورة وتابع

فيديوا وأفلام

فيديوا وأفلام
إضغط على الصورة وتابع

مقــــــــــــــالات

مقــــــــــــــالات
إضغط على الصورة وتابع

إســــــــــــلاميــــــات

إســــــــــــلاميــــــات
إضغط على الصورة وتابع

مـــــــــــدارات (ســـــــارق الأحلام)

مـــــــــــدارات (ســـــــارق الأحلام)
إضغط على الصورة وتابع

إسلاميات ومشاهير الصحابة

إسلاميات ومشاهير الصحابة
إضغط على الصورة وتابع

الأدب والشعر والقصة

الأدب والشعر والقصة
إضغط على الصورة وتابع

الأدب والشعر والقصة

الأدب والشعر والقصة
إضغط على الصورة وتابع

ألبوم صور

ألبوم صور
إضغط على الصورة وحمل

ما نشر فى الصحف

ما نشر فى الصحف
إضغط على الصورة وحمل

جميع الحقوق محفوظة

روعة الإحساس

2018


تطوير

ahmed shapaan