سيمُرُّ عليك حينٌ من الدّهر ، لا يُحفظُ فيه الود ، و يغدو القريبُ بعيدا ، و ستلتقي بأناسٍ يقلبون قاموسهم لإيجاد الكلام الذي سيجرحك ليؤلمك و لتصمت .
و ستضيعُ بوصلتك يوم اعتقدت بوجودها ، و ستصمت حقا كما أرادوا .ستصعب عليك نفسك ، و ستحتضنها وحدك ، و ستسمعها وحدك ، لتربت على كتفها وحدك ، ثم ستعلم في قرارة نفسك ، أن هذا الوقت سيمضي ، و أن ما عندهم ينفد و ما عند الله باق ، و سيزداد يقينك بأن الله يدافع عن الذين ءامنوا ، لا حياة خالية من الألم ، و لكن اختيارك يكمن في اختيار الطريق الذي تستطيع احتمال ألمه ، و ستمضي في غمرةِ هذا كله ، سيبعثُ الله لك بالود ،من حيث لا تحتسب، و سيمسحُ الله على قلبك بيده ، برسالات لا يفهمها سواك فقط امسح على قلبك ، و قل له بأنه القريب الذي سيعطيك فترضى ، و ينجيك فتنجو ، فاصبر لأنك في عينه التي لا تنام .
ستستشعر بعين الله تنظرك و ترقبك ، و ستعلم أن في خضم هذه الوحدة كلها ، سيناديك بأنه القريب ،فستناديه و سيسمعك لأنه الأقرب من حبل الوريد فلا قريب أقرب منه ، و لا مجيب سواه