ثوار آل البيت (الإمام محمد النفس الذكية)
.......................................
( لا نحن أهل البيت لا
نفر )
قالها أبو جعفر المنصور حينما بلغه أن محمد النفس الذكية هرب من أرض المعركة.......
(سئل على كرم الله وجهه وعليه السلام في موقعة الجمل فقالوا له الغنائم يا
إمام قال الإمام قولته التي هزت كيان العاصي قبل المؤمن ( وعائشة لمن )
يقصد الإمام إن كنتم ترغبون في الغنائم والسبايا وأم المؤمنين هل يجوز
ويجرؤ أحد أن يأخذها هي الدروس لأل البيت والعترة ثاروا لدين الله وماتوا
على ما هم عليه ..)
..........................................
، لم يعرف العالم بأثره الحركات الثورية والوقوف في وجه الحاكم
الظالم من قبل إلا بعد ثورات آل البيت ولم
يزل هذا النزيف يروى عروق الأحرار من بعدهم
هم الآل الذين ضحوا بدمائهم وأنفسهم في إذكاء كلمة الحق والعدل وهم على
يقين أن القوم لن يتركوهم هي إذن ضريبة النسل والنسب فكيف بأحفاد النبي أن يهادنوا
أو يراوغوا أو يكون منهجهم التقية
فعلى رضي
الله عنه كان بين يديه مهلك جيش معاوية ولكنه أبى أن يراق دماء في حالة وهن ولم
يمكر كما مكر القوم ولم يستقوى لما بلغته القوه كان على النهر يسمح بجيش معاوية
بالشراب والاغتسال وتضميد الجرحى ودفن القتلى لم يأخذ سبايا أو يقهر صحابي كان في
صفوف معاوية ولم يركن للحظات الضعف والقهر عند خصمه فطأطأ الرأس حينما رفعت
المصاحف فوق أسنة الرماح خضوعا وخنوعا لكتاب الله وحكمه ولما آلت ضفة النهر
لمعاوية حرم الإمام وجيشه من بلوغه والشراب منه
وهذا هو الفرق بين الثائر لدين الله وعينه غير منتصبة
لدنياه ليصيبها وبين من قام لدنياه ليقيمها وتقيمه
سئل على كرم الله وجهه وعليه السلام في موقعة
الجمل فقالوا له الغنائم يا إمام قال الإمام قولته التي هزت كيان العاصي قبل
المؤمن ( وعائشة لمن ) يقصد الإمام إن كنتم ترغبون في الغنائم والسبايا وأم
المؤمنين هل يجوز ويجرؤ أحد أن يأخذها
هي
الدروس لأل البيت والعترة ثاروا لدين الله وماتوا على ما هم عليه وتشتعل
الثورات في وجه الظالمين بعد مقتل الحسين
عليه السلام بعد مالاقاه في محراب المعركة من تمثيل وقتل وسبى لتشتعل ثورات آل البيت لتكون مدادا للثوار والمظلومين
في كل مكان
لتبدأ ثورة أهل المدينة وتنتهى
بموقعة الحرة سنة 63 هجرية ضد يزيد وكان
أهل المدينة قد أمرو عليهم عبد الله بن المطيع العدوى على قريش وعبد الله بن حنظله على الأنصار ثم تلتها حركة عبد الرحمن بن الاشعت في عهد عبد
الملك بن مروان ثم حركة زيد بن على بن
الحسين ( ابن زين العابدين)
ويبدأ محمد النفس الذكية في استلام راية الكفاح
ضد الظلم ليتربع بني العباس على الكفاح
المسروق من الطالبين آل بيت النبي وخاصة
أبناء على بن أبى طالب تقول الروايات أن
هذا الثائر على نهج جده هو (محمد بن عبد الله بن حس بن الحسن بن على بن أبى طالب ) (الملقب بالنفس الذكية ) لعلمه وورعه وعبادته وزهده
ولأن أمه وجداته كلهن عربيات ولم تكن واحدة منهن من الجواري كان الإمام محمد ضخما أسودا شجاعا محبوبا عند
الناس ومن فرط حب الناس له وتشابه اسمه باسم
المهدي المنتظر لقبوه بالمهدي قد بايعوه
سرا إبان حكم أخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد وروى أن أبا جعفر المنصور نفسه
بايعه على الإمامة والخلافة كما أجاز الإمام
مالك بيعته كما انه أفتى بأن بيعتهم
للمنصور هي بيعة المكره ولكن أبا جعفر المنصور ضرب فتوى الإمام مالك
بعدم انعقاد طلاق المكره حتى لا تنكث الناس عن بيعتها له لم يظهر الإمام محمد النفس الذكية إبان قيام
ملك بني العباس طوال فترة ( السفاح ) العباس وهو الخليفة العباسي الأول )
ولكنه
خرج بتولي أبو جعفر المنصور الخلافة فثار الإمام في المدين واستولى عليها وحبس واليها ( رياح المرى ) واخذ البيعة من أهلها
في المسجد ولكن الإمام خرج قبل الموعد المحدد
لخروج أخيه إبراهيم في البصرة مما اضطر إبراهيم
للخروج انصياعا لأمر أخيه فيبلغه أتباعه
بقدوم جيش المنصور إلى المدينة فنصحوه بالخروج إلى مصر للتزود بالمال والسلاح ولعشق أهل مصر لأل لبيت
ولكنه رفض أرسل له المنصور جيشا بقيادة ( عيسى بن موسى ) وهو متمرس فى القتال جاف
العواطف تجاه آل البيت فأخذ يستميل أهلها
بالمال والأمان شأنه شأن ابن زياد ويزيد
مع أهل العراق حتى تفرق من حوله من تفرق ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) وما أطيب
آل البيت واستمرت المفاوضات بين محمد النفس الذكية وبين عيسى بن موسى وانتهت بحتمية
القتال وكان أبو جعفر المنصور قد استدرج
النفس الذكية بخبث ملوك الدنيا إذ أرسل له الرسائل بأسماء قادة جيشه ليوهموه بأنهم
معه ويجب الخروج إليهم هو سيناريو الحسين رضي
الله عنه مع أهل العراق حتى أن أبا جعفر المنصور قال ( لقد استدرجت الثعلب من جحره
) شعر بن خضير بقرب الهزيمة فذهب إلى المدينة وقتل واليها رياح المرى وأخيه ابن مسلم
المرى الذين سفكوا دم آل الحسن واحرق
ديوان الأسماء المشتركة مع النفس الذكية لتدور
رحى حربا لم يشهد تاريخ البطولات مثلها حتى أن محمد النفس الذكية قتل سبعين رجلا
من رجال أبى جعفر فتكاثروا عليه وقتلوه
يوم الاثنين الموافق 14 رمضان 145 هجرية فوصلت الأخبار إلى أبى جعفر المنصور بفرار محمد
النفس الذكية فقال قولته المشهورة (لا نحن آل البيت لا نفر)
فتيقن انه قتل
كان هناك على الطرف الآخر إبراهيم رضي الله عنه
وقد خرج قبل ميعاده وقد أفتى الإمام أبو
حنيفة بجواز الخروج معه وتبرع له
بالمال خرج أبو جعفر المنصور بنفسه
لملاقاة إبراهيم عليه السلام عند الكوفة
ليمنع أهلها من الانضمام إلى جيش إبراهيم
واستولى إبراهيم على البصرة والأهواز وفارس وواسط وجد أبو جعفر المنصور ملكه ينهار وتزداد ضراوة إبراهيم
الذي قرر التوجه إلى الكوفة للاستيلاء عليه فأرسل أبو جعفر إلى جيشه في المدينة
يستغيث به ويحضره إلى الكوفة كما استعان
بالقائد خازم بن خزيمة لاستعادة الأهواز
فقرر إبراهيم التوجه إلى الكوفة للاستيلاء عليها وبذلك يصبح العراق كله تحت
إمرته فالتقى الجيشان في ( باخمرا ) وهى قريبة من الكوفة فتغلب إبراهيم على جيش المنصور وفر معظم قادة
جيش المنصور وعندما علم المنصور بذلك اعد
دوابه وراحلته للهروب متخفيا ولكنها إرادة الله التي لم تهب لآل بيت النبي
ملكا دنيويا يحاسبوا عليه ولم تزرعهم كملوك دنيا ولكنهم ملوك قلوب وحب وعشق عوام
المسلمين فيأمر إبراهيم بورعه وتقواه بعدم تتبع جيش المنصور كما نص الدستور الإسلامي
( القرآن ) في حالة القتال بين طائفتين من المؤمنين يكون القتال في حدود درء الخطر ومنع المصائب وهو في نشوة النصر بلغه مقتل أخيه محمد فكسر ذلك
ظهره واوهن قوته وشتتت تركيزه حتى لاحظ قواته ذلك
فتحمس جيش المنصور للقتال وهم بين
ذلك وذاك يأتي سهما يخترق رقبة الإمام إبراهيم فيخر على الأرض صريعا وهو يردد ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) فينهار
جيش إبراهيم بعد مقتل القائد والملهم وأخيه القدوة والعبرة والطريف في الأمر أن أبا جعفر المنصور لم يعلم
بانتصار جيشه إلا وهو يعد رواحله ودوابه للرحيل
وهى إذن إرادة الله يهب الملك لمن يشاء وليس من الضروري أن تكون هبة الملك
على تقوى وورع ولكنها دنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة أراد أن ينزه آل البيت من
تملكها والرتع فيها ولكنهم تركوا مثلا وقيما أخذها التابعون من بعدهم وأثاروا
ثورات استثمراها الأحرار لتحرير شعوبهم
إنهم آل البيت طُهر النسب غاية في الورع لا يلين ساعدهم لطلب
الحق ولو أهلكوا دونه فصلاة وسلام على
صاحب القدوة على وآله وتبعه الحسين والأئمة
الأطهار ورضي الله عن الصحابة الذين آزروا جدهم ونصروه أبى بكر وعمر وعثمان
والتابعين إليهم بإحسان وصلاة وسلام على صاحب الرسالة وهادم الضلالة ومزلزل عروش العواله محمد رسول
الله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم