...غنيت لك ......... فلمن أغنى ...... ( يا وطن ) ...
في وطننا يا سادة نحن صناعة السادة
لم يعد الأب ذاك الأمان ولم تعد الأم ذاك الحنان ولم يعد الأخ ذاك السند ولم تعد الأخت ذاك الشرف
فعندنا يا سادة
الحمل عند نساءنا بغير دوار والولادة من غير طلق فتولد التوائم ملتصقة والأجنة مشوهة صغيرنا عند الولادة يصرخ وكبيرنا عند الموت يصرخ فالصراخ عندنا يعنى الحياة أطفالنا في كل جمعة أمام المساجد ينتظرون النذور وفى المواسم ينتظرون الموالد وعلى الأرصفة يتلقفون ما يلقيه المسافرون نشتهر بزراعة الصبار والشوك والسنط والحنظل
نحن يا سادة
وطن مات من صنعوه وانهار من حملوه وضيعه من ورثوه نحن نصنع الأمجاد ليحصد غيرنا النياشين ونسجل البطولات فيخطفها المتطفلين نحن أسرى السجون وجرحى الحواري وشهداء الميادين نحن زمن الإخوان وجبهة الإنقاذ نحن شعب عازم على الرحيل
عندنا يا سادة
الحقد سلوك والكره وراثة والحب نفاق نحن صناعة الظروف ومسيرة الشقاء نحن مواطنون بلا هوية وأوطان بلا ملامح لم نعد غوث لملهوف أو نجاة لغريق أو ملاذ لتائه أو أمان لخائف نحن ورم صنعه القهر بأحشاء الوطن هذا إن كان هناك وطن ليس لنا علم نحييه ولا نشيد نردده ولا ولاء لأرض ليس لنا نقطة في خريطة ولا ساحة في المدائن نحن .... نحن .... نحن .....مواطنون بلا وطن لا تعلم الأوطان عنا شئ ولا نعلم عن الأوطان شئ
نحن يا سادة وطن بلا مأوى
.....................................................................
في قريتنا
الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية
حتى كبرنا واكتشفنا
بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن..........
كلنا
غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه
فنرجع بلا شئ ..
قريتنا ياسادة
لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد
نحن يا سادة
خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى
عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا
أقلام تخطها
نحن يا سادة
نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء
لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن
موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره
نحن
أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب
المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم
نحن يا سادة
سلعة قابلة للإتجار بها .. ولاقيمة لها .. نحن مواطنون ... بلا وطن