-->
روعة الإحساس روعة الإحساس
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...
random

لم يكن أبي يفعل شيئاً

 


.......................أبى إشتقت إليك .........................

لم يكن أبي يفعل شيئاً، هكذا كنا نتصور الحياة فى وجود أبائنا
فلماذا افتقدته الى هذا الحدّ؟ لماذا أحتاجه الآن
كان أبي يغادر البيت كل صباح وكان يبدو سعيدا"برؤيتنا ثانية" حين يعود مساء".
كان يفتح جميع الاوانى المغلقة على المائدة حين يعجز الجميع عن فتحها.
كان يسأل عن الغائب عن المائدة يوجه الكلام لأمى ونحن لا نبالى
كنت أراه جالسا أمام البيت يتمتم بكلمات لا أفهمها ليدبر لنا حياتنا ولا ابالى
كان الوحيد في البيت الذي لا يخشى الدخول بمفرده إلى الاماكن المظلمة
. كان يجرح وجهه وهو يحلق ذقنه، لكن أحداً لم يتقدّم ليقبله أو يهتم بما حصل له.
كنت أراه يخيط حذائه بنفسه ونحن كنا إذا تمزق الحزاء كنا نلقيه ليأتى غيره
كل (عيد) يشترى لنا ملابس جديده وكنا نراه يلبس نفس ملابس العيد السابق
حين يمرض أحدنا كان هو من يذهب معنا للمستشفى و للصيدلية لإحضار الدواء.
كان يصلح مزلاج الباب المعطل ويصرخ فينا لإهمالنا وإستهتارنا بالأشياء ولا نبالى بصراخه
كان دائماً مشغولاً، كان هو من ينظف الشارع امام البيت ويرشه بالماء
كان يعاني من وخزات فى ظهره وهو يسير نحو الباب فى طريقه إلى عمله. أبدا لم يشكى
هو الذي كان يوقع درجاتى المدرسية. ويذهب معى الى المدرسة اذا طلبوا ولى أمرى
وهو الذي كان يشد لأمي حبال الغسيل المرتخية.
وهو الذى كان يساعدها فى إعداد الخبز
كنت أخاف من آباء كل الأولاد، إلا أبي لا أخاف منه.
أرسلنى ذات مره لشراء (علبة تبغ ) فإشتريت له واحده من النوع الذى لا يفضله
وهو رخيص لكى آخذ الفرق فنظر اليها مبتسما وقال لى الم تجد ما ارسلتك من أجله
وفى يدى الحلوى التى اشتريتها بالفرق ومع ذلك جلس على اريكته ليشربها ، وبدا مرتاحاً جداً.
كان يغيب كثيرا عن البيت ليعمل ويوفر لنا ما نحتاج وأمى تعرف ذلك ولكننا لم نهتم ولم نبالى
وعندما كنا نلعب ونتعارك كنا نقول لبعضنا ساحضر لك أبى يربيك ..
كنا نخاف حين يضربنا لأخطائنا ولكن كنا متأكدين أننا لن نموت بين يديه
حتى وهو مريض يسأل عنا ولا نبالى
وذات صباح، لم ينهض أبي ليذهب الى العمل، ذهب إلى المستشفى ووافته المنية
لم نكن نعرف شئ عن تلك الضحية التى تعيش بيننا ولم نكن نعرف ان لولاه ماعشنا
كل ما نعرفه هو أمى فهى التى نراها صباح مساء ولم نكن نعرف شئ عن هذا المتفانى
لم نكن نعرف أن نور وجوهنا ونور وجه أمى من شمعة أبى التى تحترق لتنير لنا
في اليوم التالي.ذهبت الى البيت أبحث عن أبى ... لماذا أبحث عنه الآن
ما الذى جد فهو كان يغيب ولا أسأل أين هو .. وإن جاء لا أبالى
ولماذا أحتاجه الآن لم أكن أتصور أن ذهابه سيؤلمني الى هذا الحد،
لكن ذهابه لا يزال يؤلمني جدا حتى الآن وافتقده
وأشعر أنى طفل يحتاج أن يصرخ فى حضن أبيه
الأب هو تلك الشمس المشرقة لا نشعر بها إلا إذا غابت وداهمنا الظلام
هذا هو الأب الذى لا نعرفه إلا بعد فقده يا ساده
هذا هو الأب الذى بسببه وصى رسول الله باليتم فى حال فقده لعظم دوره
لا حرم الله أحدا من أبيه وهو صغير .... ولا اوقعنا فى ظلم يتيم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

إبـــــــــــــــــــــــــداع

إبـــــــــــــــــــــــــداع
إضغط على الصورة لمتابعة الموضوعات

أغانــــــــــــى

أغانــــــــــــى
إضغط على الصورة وتابع

فيديوا وأفلام

فيديوا وأفلام
إضغط على الصورة وتابع

مقــــــــــــــالات

مقــــــــــــــالات
إضغط على الصورة وتابع

إســــــــــــلاميــــــات

إســــــــــــلاميــــــات
إضغط على الصورة وتابع

مـــــــــــدارات (ســـــــارق الأحلام)

مـــــــــــدارات (ســـــــارق الأحلام)
إضغط على الصورة وتابع

إسلاميات ومشاهير الصحابة

إسلاميات ومشاهير الصحابة
إضغط على الصورة وتابع

الأدب والشعر والقصة

الأدب والشعر والقصة
إضغط على الصورة وتابع

الأدب والشعر والقصة

الأدب والشعر والقصة
إضغط على الصورة وتابع

ألبوم صور

ألبوم صور
إضغط على الصورة وحمل

ما نشر فى الصحف

ما نشر فى الصحف
إضغط على الصورة وحمل

جميع الحقوق محفوظة

روعة الإحساس

2018


تطوير

ahmed shapaan