من كتاب الصعيد المهمش ( لأبن هنومة الغفير/عن السقة محروس / من فصل سيرة أولاد حسان / لإبن وداد الداية / يروى الغفير ابن هنومة / قال /قالت الأم لما سألوها أن تنجب أخا لحسان / قالت بهية أم حسان / هذا يكفى والوعاء الذي حواه وأشارت إلى بطنها الممتلئة لا يحوى غيره /وقد كانت أول امرأة ترد على زوجها في إنجاب الذكور وزوجها يصبر عليها / فأنجبت حسان الذي هزت سيرته بر مصر كله / فصدقت نبوءة وداد فحينما أشرفت بهية على الموت ظلت تناديه وتمنت أن تراه ولكنه كان هناك بين غيطان القصب يسامر الذئاب
كنت أصحب ابى اينما حل بين المزارع والغيطان وذات يوم كان ابى يجر العود (الشادوف) ليروي ارض (الحج فاضل)وكنت بجواره اصطاد بسنارتي وبين لحظة واخرى يأتيني ليرى ما اصطدته فيرسلني به الى البيت لتنظف امى السمك وتطهيه له وتلفه لي في منديل وارجع له بالغذاء وبينما اصطاد جاء (الحج فاضل) ونادى على ابى واخذ يتهامسان لاحظت وجه ابى وقد تغير واحتقن واحمرت وجناته وبدا على (الحج فاضل) الارتباك وهو ينظر الى تلك المرأة الواقفة على (درباس )الارض تخفى وجهها وجسدها ملفوف باعود الذره يخفى ما اختمرت به من ملائه وبعد ان انصرف (الحج فاضل) ترك ابى الشادوف وصرخ فى وجهى لننصرف ولما وصلنا البيت انزوى بأمى فى ركن الحاصل يهمس لها وهى تلطم على خدودها وتستعيذ وتستغفر وبعد آذان الفجر تسلل ابى تاركا البيت ولم يوقظني هذه المرة لأرافقه فتسللت خلفه حتى وقف فوق ساقية (الحاج يس) ثم وجد حجرا فجلس فوقه كان الظلام حالكا ولم يستطع ان يرانى أطال ابى الجلوس فوق الحجر وهو يرمى رحم الساقية بالطوب ويناجى نفسه ويطبق كفيه اخماسا واسداسا وفجأة ظهرت امرأة تحمل طفلا يصرخ تحاول اسكاته ارتجفت لما رأت ابى واقفا امامها فسمعته يقول لها( يا ولية دي روح بدل ما تقتليها والذنب يبقى ذنبين روحي حطيه قدام باب الجامع وسيبي الباقي على ) انحنت تقبل يده وهى تقول له استرني فقال لها مستوره بإذن الله ربنا يتوب عليكى وقى الصباح تجمع الخلق امام الجامع يتشاورون فى أمر الطفل فرأيت أبى يصيح وقد تخشب جسده يكفله ويربيه (الحج فاضل) فأسقط بين يدى (الحج فاضل) وبلع لسانه ولم يرد كلمة أبى