قبل أيام قليلة من حلول ذكرى وفاته السادسة، سرت صور ملتقطة لشبيه اللواء الراحل عمر سليمان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، وعززت تلك الصور من الروايات إلى يتداولها العامة من الحين للآخر عن أن اللواء "سليمان" لازال على قيد الحياة.
انتشار الصور جاء دون توضيح لملابسات إلتقاطها، فلم تتوافر معلومات عن تاريخ و مكان التصوير، كما لم يظهر المصور بطل القصة ليكشف اللثام عن خبايا حكايته المثيرة، وظلت قصة شبيه "سليمان" الذي التقطت له صورًا خلسة وهو يرتشف قهوته الصباحية تحتفظ بأسرارها الكاملة لتُعطي الفرصة كاملة لكل من يُحب أن يدلو بدلوه مُعطيًا تصوره عن كواليس وأبعاد القصة.
الوفد تتوصل لأصل صور عمر سليمان
حققت الوفد في القصة، وتوصلت للمصور صاحب الصور مجهولة التفاصيل، والذي رفع النقاب عن الأسرار الكاملة للقصة التي شغلت اهتمام المصرييين الأيام القليلة الماضية.
بطل القصة هو الباحث المصري مختار شحاتة، المقيم في دولة البرازيل بأمريكا اللاتينية، الذي قاده جواز سفره إلى تلك الصور الاستثنائية.
يقول "شحاتة" إنه كان في العاصمة البرازيلية "برازيليا"
وذلك لإنهاء إجراءات جواز السفر من السفارة المصرية، وعقب انتهاء زيارته للسفارة وإتمام الإجراءات، توجه بصحبة أصدقاء له الى مول "باتيو" الشهير في العاصمة لتناول وجبة الغداء، لتحين اللحظة الفارقة في القصة حينما قام "شحاتة" بتصوير إبن صديق له، وحين لاحظ الصورة الملتقطة للطفل الصغير لاحظ ذلك الرجل ذو الصلعة المميزة في خلفية الصورة، وفوجئ بالشبه الكبير بينه وبين الراحل عمر سليمان.
وتابع "شحاتة" سرده للقصة وتفاصيلها، مؤكدًا انه شارك بأربعة صور لذلك الرجل عبر حسابه على الفيسبوك، ولم تمر الساعة الأولى بعد نشر تلك الصور وقامت الدنيا بعدها ولم تقعد، وذكر الرجل أنه وتأثرًا بتلك الحالة والانتقادات التي طالته بسبب مزحته على متوفي في دار الحق، فضلاً عن تصويره لشخص دون أخذ إذنه، قام بحذف الصور، وشدد الباحث المصري المقيم في البلد اللاتيني الشهير على أن الصدفة البحتة هي البطل لقصته، وأن الرجل الظاهر في
الصور هو برازيلي شبيه لـ"سليمان" ليس أكثر.
وُلد عمر سليمان في محافظة قنا يوم الثاني من يوليو عام 1936، وهو عسكري وسياسي مصري، تولى مسئولية المخابرات العامة المصرية منذ 22 يناير 1993 حتى تم تعيينه أثناء أحداث ثورة يناير 25 يناير 2011 نائبًا لرئيس الجمهورية حينها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وأثناء توليه المخابرات العامة كان للواء "سليمان" إساهاماته في ملف القضية الفلسطينية، وتولى مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي جلعاد شاليط، والهدنة بين حماس و إسرائيل، كما كان له إسهامًا في ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس و فتح.
وهناك سبب رئيسي آخر يتذكر به المصريون اللواء "سليمان" ، حيث كان الرجل هو الذي ألقى بيان تخلي الرئيس المصري الأسبق "مبارك" عن السلطة، وذلك في الحادي عشر من فبراير 2011، وذلك في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي طالبت بإنهاء حُكم الرئيس الأسبق.
أُعلن عن وفاة اللواء "عمر سليمان" في التاسع عشر من يوليو 2012، مسببًا حالة من الصدمة و الحزن الشديد وسط جموع الشعب المصري، الذي ان يقدر إسهامات اللواء "سليمان" في خدمة مصالح الدولة المصرية، كما كانوا يقدرون شخصيته القوية وجاذبيته وهو ما مكنه من القيام بأدوار إيجابية كبيرة في ملفات السياسة الخارجية المصرية، وكذلك إسهاماته في الملفات الداخلية.