-->
روعة الإحساس روعة الإحساس
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...
random

انحنيت يا وطن .....فارتفعت هامات الصغار

 


منذ زمن الثورات  تعوى في ربوع الوطن الذئاب فتتبعها الكلاب فتروعنا وتخطف الفرحة من أحلام صغارنا، وترعرعنا على مصطلح هو عقيدتنا القائد والملهم والزعيم والرئيس فتمكنت مننا أوبئة الخوف من الكبار والهيبة والوقار لهذا الفذ الذي لا يخطأ فأودعناه الأوطان ورقاب العباد وتمددت تحت هيبته مساحات وحدود الوطن وعلى مرور الزمن تحولت الهيبة إلى خوف ورعب من هذا المُنصب من قبل الله ولا يجوز الطعن فيه أو التجريح فسكن الخوف أفئدة الجياع وهام العامة والبسطاء والمأجورين يفرشون لصاحب القدر العلى والحاكم بأمر أهوائه وطموحاته ونهمه وجشعه بساط يعبر به على أجساد العباد ورضي الجميع بهذا الواقع طالما أن هناك وطن يؤويهم وكرامة ُتنصب على الهامات فليس للشعوب مقادير إلا التي يقررها حاكمها وليس له أرزاق إلا التي يمُن بها رئيسها وان اشتد الكرب والفقر حتى صرنا في ركب الذل والخوف جموعا ودخلنا موكب الفقر أفواج إلا من سلك ضربا من التحايل والتلون والركوع والسجود للحاكم ولأننا في قطر غير عادى واستثناءي وهى مصر رائدة النهضة والفتوحات ورائدة العلم ورائدة الكرامة وعلى أعتابها سجد الطغاة والطامعين كان الوضع مذهلا  لأنها إن انحنت انحنت كل الهامات وان ماتت ماتت كل الإرادات وان رحلت رحلت  كل الأوطان من حولها وان ترعرعت  ترعرع الجوار فابُتليت مصر بزمرة تحكمها لا نعرف من أين أتت وكيف أتت وما هذا الإبداع فى انتقاء المنفذين لسياستها  زمرة تجمعوا واجتمعوا فاتحدوا واتفقوا على أن لا يكون للوطن وطن وألا يكون للمواطن كرامة ولا حقوق ولا أرزاق وُرهن الوطن للذل والمهانة وتسابقوا في التنازلات والمتاجرة بجروح وآمال الناس وآلامهم ثلاثون عاما وهم يلتزمون بقسم الولاء  الولاء للشيطان وأعداء الوطن فأحدثوا في كل جنب جرح ينزف وفى كل حارة عويل طفل  وفى كل شارع صراخ امرأة  وتقاسموا تركات الوطن وباعوها بغير مزاد وصارعوا في التنازلات  والرضوخ حتى صارت مصر رائدة في التنازلات واستبيح الوطن من أقصاه إلى أقصاه بعرضه وطوله  هم هؤلاء من حكموا مصر ثلاثون عاما أبدعوا في كل شئ إلا كرامة شعبهم وحقوقه وحدوده  فُأختزل الوطن في مواطن  ( يسمى حسنى مبارك )مستهتر ومغامر ومقامر( وزمرة هم أبناءه وأتباعه ) وانزلقت مصر بفضل سياستهم إلى نفق مظلم لا ترى ولا ُترى حتى بهت دورها إقليما وعالميا وأصبحت مصر نموذج للابن المطيع المذلول فهي في خاصرة العالم رخوة وهو هذا اللقيط المنحنى الذي ما عليه إلا الامتثال لأوامر أسياده المهم ألا يقتربوا من مصالحه ومصالح أبناءه ومطامعه ومطامع أبناءه  حتى صارت مطية القاصي والداني  فهي بانكسارها تعلوا عليها هامات الصغار  وعلت أصواتهم في المحافل الدولية  وصالوا وجالوا وهذا الجريح في عرينه يتأوه وطأة زمرة اعتقلته بعد أن أصابت مخالبه في مقتل  وصارت مصر مرتع الجواسيس والعملاء بل ُقدمت لهم العمالة من قادتها فالغاز لإسرائيل والحصار لغزه والغزو للعراق والتقسيم للسودان والذل للشعب والأموال والأراضي والضيعات للرئيس والورثة والعاملين عليها  حتى هانت مصر حكاما ومحكومين ووصل سعر المصري المغترب بسعر الحذاء أو ربما بسعر رباط الحذاء  وصرنا في رحى العالم بلا قيمة ولا ثمن  لا أدرى كيف هانت مصر على أهلها  وبالأدق على حكامها  ولا تزال هينة حتى الآن  ولا أدرى كيف بلغ الفجور بهؤلاء أن ضحوا بكل شئ من اجل نزواتهم أو ربما غبائهم السياسي  ولا زلنا نعانى من توابع المرض الذي لم نشفى منه  أصلا فلا زال للنظام مخالب تتمدد في طول البلاد وعرضها  والموالين له والمخلصين  لازال يعز عليهم أن تتعافى مصر من مرضها المزمن  ويعز عليهم عتق رقاب العباد  فهم في كل مكان وفى كل بقعة وفى كل وادي يهيمون فمنهم من لا زال ُيسير أمور البلاد ويسير بركب الثورة التي لم يعترف أصلا بأنها ثورة  ونحن في ذكرى ثورة مزعومة لم يتحقق منها إلا صيحات الثوار ودماء الشهداء وزحف المصابين  إذن لا شئ تغير ولا شئ يرغب في التحرك إلى الأمام  فالوطن الجريح لم يشفى بل زادت أمراضه وظهرت أعراضه  وانكشف وجه الزل والعار لمصطلحات لا ترقى لحال قبيلة لا دولة مثل مصر وتتبعك الشعارات المخجلة من العمالة والخيانة للثوار  إلى أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود والأيادي الخفية العابثة للفراغ الأمني والانفلات  ال الأخلاقي  ويرتع الصغار في ربوعها والحفاة العراة سابقا ومستحدثي النعم يتسابقون لإنقاذ المخلوع وزمرته وتتلألأ دراهمهم ودنانيرهم في سماء المحروسة لإفساد البلاد  هل تستحق مصر بحجمها ومكانتها مثل هذا وهل يتخيل مولود لم يولد بعد أن تداس كرامتها وهيبتها بكل هذه البجاحة والقذارة  هل يستحق هذا الرجل وزمرته الذي عاش وكرس وخطط ونفذ لذاته كل ما يحدث هل فعلا اختزلنا الوطن في مواطن فاسد وقاتل وعميل ومأجور  هل يستحق أن تراق من اجله كل هذه الدماء  هل يستحق أن تتكالب عليه فئة ارتزقت من سياسته وترعرعت تحت سما هفواته أن تترك هكذا  والإجابة بكل بساطه مثل بساطة وطيبة هذا الشعب فهؤلاء وأتباعهم خططوا لكل شئ  خططوا لبقائهم وخططوا لزوالهم  ففي بقائهم تتحول البلاد  إلى ذل وفساد وفقر وفى زوالهم  تتحول إلى فوضى وخراب  فهم حقا يستحقون أوسمة لعقولهم الشيطانية  التي خططت لكل شئ وفى خلواتهم وحماهم  نجحوا أن يربوا كلابا وفية لهم ومسعورة للشعب  فهي اخطر ممن رباها وكبرها تمسك بزمام الأمور بإتقان تعوى في الوقت المناسب وتعض في الوقت المناسب ولا زال سيل الدماء مستمر  حتى انكسرت الثورة وصارت عرجاء تمتثل بأمر مناصري مبارك وأتباعه  فغابت الإرادة الحقيقية في التغيير والسير بالركب فلا أموال رجعت ولا لصوص حوسبوا ولا مخلوع حوكم  ولكن التغيير حسب ما يراه المحرك الرئيسي للبلاد  على أن يكون اللصوص  لصوص ولا يزحزحوا من أماكنهم ولا تهتز عروشهم ولا تحرك مناصبهم  ما دمنا قد أزلنا هذا الطابق الآيل للسقوط في عمارة الفساد  هذا الطابق الذي بني بدون تصريح وانتشرت رائحة الفساد منه وجب إزالته مع البقاء بالمبنى كاملا لا يقترب منه احد 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

إبـــــــــــــــــــــــــداع

إبـــــــــــــــــــــــــداع
إضغط على الصورة لمتابعة الموضوعات

أغانــــــــــــى

أغانــــــــــــى
إضغط على الصورة وتابع

فيديوا وأفلام

فيديوا وأفلام
إضغط على الصورة وتابع

مقــــــــــــــالات

مقــــــــــــــالات
إضغط على الصورة وتابع

إســــــــــــلاميــــــات

إســــــــــــلاميــــــات
إضغط على الصورة وتابع

مـــــــــــدارات (ســـــــارق الأحلام)

مـــــــــــدارات (ســـــــارق الأحلام)
إضغط على الصورة وتابع

إسلاميات ومشاهير الصحابة

إسلاميات ومشاهير الصحابة
إضغط على الصورة وتابع

الأدب والشعر والقصة

الأدب والشعر والقصة
إضغط على الصورة وتابع

الأدب والشعر والقصة

الأدب والشعر والقصة
إضغط على الصورة وتابع

ألبوم صور

ألبوم صور
إضغط على الصورة وحمل

ما نشر فى الصحف

ما نشر فى الصحف
إضغط على الصورة وحمل

جميع الحقوق محفوظة

روعة الإحساس

2018


تطوير

ahmed shapaan