ذاكرة لا تغفل ولكنها تنسى
قليلة هى اللحظات السعيد فى حياتا وكثيرة هى لحظات الحزن بيننا ولأن لحظات الفرح قليلة نتوه فى أفق حزننا لكن أحيانا تشرق ذاكرتنا من بين غيوم القهر فينا بأوقات مرت فى حياتنا كالبرق يلسع ظهر الارض ولا نكاد نراه فنتذكر أننا ذات يوم ضحكنا بين الاهل والاحباب وما ظننا ساعتها أن السعاد تفارقنا لندرك انها سويعات مرت علينا وتودعنا قبل أن نهيم بين سحابات الحزن والغربة والفراق وندرك انها أيام ضيعناها فضيعتنا نحزن فى شبابنا على طفولتنا ونحزن فى شيوختنا على شبابنا ونحزن عند الفراق على عمرنا فتمرق منا الكلمات ونتوه بين السطور ونطوى صفحاتنا ونحن ما عرفنا أن نكتبها وما علمنا ما بين السطور ونجلس فى مقاهينا وعلى أحرف أسرتنا نستمد حياتنا من الذكريات فلا طفولة حفظناها ولا شباب إختزلناه ولا كهولة أمناها فنرجع من حنايا القلوب المنكسرة محرومون من كل شئ ونشتاق لكل شئ ونعبث بأى شئ حتى ماتت مشاعرنا وتعمقت الغربة فينا ونحن بين الأهل نؤاثر العزلة والصمت ونعشق الغربة والترحال غربة النفس والمشاعر وترحال الامانى والاحلام لأن الأهل ما صاروا أهلا ولا الصديق أصح صديقا ولا الطريق أمنت لنا المسير ونكتشف أننا ما جئنا إلا لنبعث من جديد نعوض حرماننا بالتأمل فيما ننتظره فى الأفق البعيد وليته يصدق معنا أو نصدق معه فيصبح ما عشقناه ما هو الا سيرة حكيناها ومطلع قصيدة عشناها وأمطار فى الصبا عبثناها وجدائل طفلة نتأملها وهى تغازل الفراشات فى برائتها وبكاء طفل تحت شجرة التوت زاحمه الصغار فى ألعابه البريئة ونعود من رحلتنا كما بدئناها آهات حزن سرت فى ثناياها