(ثورة مصر) انجاز الهي بايدى بشرية : تكرست فيه المعجزات أكثر من البطولات, لم يصدق احد أن ينزع الملك بأكمله خلال ثماني عشر يوما، ولو قيس ما حدث بالمد الثوري الذى نبت في عقول وسلوك الشعب على مدار سنين التمرد السابقة لأيقنا انه حسم الهي , و بعيد عن المتصنعين كثوار ونخب والمترقبين للحكم جاءت الثورة من أفواه لم تصرخ في وجه النظام من قبل بل كانت صرخاتها فكرا وتدبيرا فطريا لا تدرى إلى أين يقودها . بعد أن تملك الإحباط عزيمة من تزعموا التغيير وألت البلد إلى من لديهم مجانيق الشعوب أيقن أصحاب التغير أن بلدا يحكمها ما لا يقل عن مليون ومأتى الف شرطي من الداخلية والحرس الجمهوري التفكير في تغير نظامها ضربا من الجنون . وان مغازلة الجيش أيضا جنون فالجيش ملك النظام والنظام ملك للجيش فآثر الجميع الركون والهدوء ولا مانع من المشاكسة من آن لأخر ( كفاية إخوان أحزاب منهكة ) تصريحات نارية من غرف مكيفة أو نزول منمق للشارع انه نزول السيد والنخبوي الذى يبهر الشباب ,للأسف كل هذه الأنهار كانت منابعها هشة وضامرة لم تنتج حراك إلا الذى يدعم النظام أمام العالم ويشرعه كنظام ديمقراطي طالما احتل هؤلاء الأرصفة زادت أسهم النظام قوة ( قل ما تشاء ودعني انهب ما أشاء ) .. وفجأة بدأ الصراخ الحقيقي لشباب صدقوا ما عاهدوا عليه ( بداية من خالد سعيد ) كانت اللعنة, نزولا غير محزب ولاممنهج للشوارع يطرح مخاطرة النزول دون غطاء أو حماية( لأنه نزول إلى أخدود جهنم) ( ووكر زبانية النار) كان النزول ثوريا من شدة القهر وما وصل إليه النظام من استباحة للكرامات ، والأحزاب والتكتلات تترقب (هؤلاء الفتية ) الدين استباحوا الشوارع فضاقت على الاحزاب والتكتلات الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم فنزلوا لحوقا بالركب هي الميادين اذن وليقضى الله أمرا كان مفعولا فلن يسجنوا كالذين سجنوا ولن يقتلوا كالذين قتلوا فهي أضحية يوميا للنظام .... نظر الشباب من حولهم لم يجدوا من يحميهم... دماء واسر وكسر.... لقد امتدت عصا الجلاد إليهم بلا رحمه معززين بالبلطجة نزولا لميادين الصراع ،صراع البقاء وكما تعود الجميع البقاء دائما يكون للنظام فلم يجد الشباب إلا مغازلة الجيش انه صراخ الأسير في وطنه لم تجدي المغازلة فتحولت إلى استغاثة ... على مر العصور لم يسبق لتلك المؤسسة أن وقعت في مثل هذه المفاضلة, ( شعب أم نظام ) لأن الاوراق مختلطة لديها. و الثوار يتساءلون عن تلك المؤسسة إلى أين تسير وماذا يدور في عقول قادتها،.قادة وقواد متناثرين على الحدود ساهرين كأسود تقف في وجه سيل الطامعين وهذا عبئ يكفى لكي لا يرى جفون أصحابه النوم .. ولا يعنيها قلب الوطن فهم أباء وأبناء يرتعون داخل الحدود التي تؤمنها لهم تلك المؤسسة والتى لا يعنيها من يحكم أو يحكم فالعدو على الحدود وليس بالداخل وكما قلت لم يكن في حساب المغامرين من الثوار الجدد رهان الجيش ، فضاقت عليهم حلقات النظام وترنحت طموحاتهم في الإصلاح فزادت مطالبهم للتغير لأن العودة للبيوت والنظام قائم يعنى هلاك الحرث والنسل ولما لا وقد كفرو بالنظام وبدأو يدعون لدين جديد , ولان التجربة أيضا جديدة في الإصرار على بتر عصا الجلاد التي انفرط عقدها في الآونة الأخيرة , أخذ الجيش يترقب على بعد خطوة من أبناءه , ويمهل النظام وقتا ليكمل ترنحه وسقوطه أو عافيته وثباته ..فيقترب أكثر من الثوار ، والنظام هومن أمر بنزوله لحمايته اذن هو في مأزق دستوري لم يعهده من قبل تجاه النظام ومأزق اخلاقى تجاه شعبه وسرعان ما يكتشف وهو الذى حزم أمره من البداية أن المعادلة هي .....شعب ....وجيش... ونظام هو ناتج المعادلة.... يرصد الثوار ليتأكد من صدق نواياهم وعزيمتهم ووطنيتهم ..يستوعب صدق المشاعر ويقف موقفا يهز مشاعر الشباب, ويدمر ما تبقى من أركان النظام لتظل القوات المسلحة المصرية كائنا تاريخيا بكل المقاييس وقوة خرافية ازهلت العالم قبل أن تذهل شعبها ويعزف ملحمة شعب وجيش وتبقى الثورة المصرية فكرة تجمعت خيوطها وتكر ست مفاهيمها عند الشعب ثم انبتت ثوارها وحملها الجيش إلى غايتها ...........................................................