التاريخ الذي ضيعه الفقهاء
فأقض ما أنت قاضى ) لم يكن انشقاق معاوية عن( إمام الأمة على ) هو الرافد الوحيد)
الذي تولدت من رحمه المفاهيم الخاطئة لمحتوى بعض الآيات القرآنية أو التعمد في التفسير الانحيازي أو ما يسمى( بالوسطى) اعتمادا على انهار من مفردات المعاني للكلمة الواحدة لقرآن نزل بلغة تستوعب حروفها كل المعاني وهذا ما حدث فرغم إجماع الأمة على خطأ( معاوية) في خروجه على إمام زمانه( والذي بايعه المسلمين كأمام للأمة) بالأمر المحمود وبرغم ما روج وصيغ من حجج وأدلة شرعت له خروجه في حينها وكرست لاجتهاده في الخروج ورغم وضوح القضية للمبتدئ إلا أن الأمر لا يخلوا من شبهة دنيوية أو رغبة في الملك الدنيوي فقائمة بني أمية لن تقوم ( بإمامة على ) ( كيف وهم أهل الدنيا والملك ) فالخروج على حاكم مثل (على) توفرت فيه وفى دولته التي ورثها عن أصحاب رسول الله ومن قبلها نبيه والذي لا جدال في عدله وإيمانه وإقامة حدود الله وإجماع االامة في البيعة التي رفضها ثلاثة مرات فإن اى أمر بعد ذلك موكول لولى الأمر ( وهو على في حينها )فالخروج في حد ذاته وفى هذا الظرف بالذات هو شق أو ربما فلق عصا الأمة ومع ذلك تجيش مع معاوية جمع من العلماء شرعوا خروجه تحت ذريعة ( دم عثمان )والذي هو حق إمام الأمة ينظر فيه ، فكيف إن كان الإمام هو (على) كما تجيش مع الإمام جمع أخر أذروا خروجه لوأد الفتنة القادمة من الشام والتي إن استعرت لاتبقى ولا تذر فينتهي الصراع إلى ما انتهى عليه فينتقل (على) إلى ملك آخر لا نزاع فيه ولا جدال ( الآخرة )وتخلوا الدنيا بأسرها لبنى أمية لتتوالى الأحداث وتتبلور حتى تنتهي بحدث تاريخي يهز أركان السماء وربما يهز عرش الرحمن وهو مقتل( الحسين) على أيدي حفدة وأنصار وأبناء معاوية وإن مقتله المرعب والمثير جعل البعض يعيد النظر فيمن شرعوا لمعاوية خروجه وها هو التاريخ يعيد نفسه صراع الأبناء لغرس زرعه الآباء ولكن شتان بين الغرسين الأول معاوية وأحفاده مخطئين ( وعلى وأبناءه صائبين) ولكن (سنعيدها سيرتها الأولى ) هذه المرة تنقلب الصورة وتتباعد أوجه الشبه فيها من خروج ليزيد في طلب الدنيا إلى خروج الحسين في طلب الآخرة شتان بين الطلبين لتدعم الأحداث عمق الهدف للفريقين و ليأتي التشفي والتغلغل النفسي في أعماق الكراهية إلى حد ينسى فيه القتلة عقائد العرب في القتال وابسط حقوق الإنسانية للأسير أو المحارب ليسجل التاريخ أبشع مجزرة يرتكبها ( اليزيد) ممثلا فيما أرسلهم لقتال ( الحسين ) ليعكس ملحمة تحمل أوزارها ( البشرية) منذ خلق آدم إلى قيام الساعة والتي فوجئت بابن بنت رسول الله وحب رسول الله تدوسه الخيل والنعال وتشهر رأسه على أسنة الرماح وتقتل الأطفال وتسبى النساء والرجال إن تبقى في الميدان رجال قبلوا الأسر ولتفاجئ بالتاريخ يحمل لك موقعة اقل ما يقال فيها حرب( ضباع) تلتهم لحم البشر ..إذن نحن أمام خروجين متناقضين خروج معاوية على إمام زمانه (على ) وخروج (الحسين) على ( يزيد) وهنا نرجع لنحلل العقل الديني المدبر أو كما قلت المشرع للحالتين ففي خروج (معاوية) فالرجل اجتهد فأخطأ لآن خروجه كان قصاصا لبنى رحمه (عثمان) هكذا شرعوا له وكرسوا لذلك على مر التاريخ ولكن التاريخ لا يكذب (لأن هذا الكائن المسمى بالتاريخ يعيش بيننا ولا نراه يرصد بصدق كل دقائق وثواني الكون ) ليفاجئنا ببهتان ذلك الادعاء فلما آلت الأمور( لمعاوية) لم نره اقتص من قتلة (عثمان) وبدأ من حيث بدأ (على) حينما جاءت إليه أخت (عثمان) تطلب منه القصاص لقتلة أخيها قال لها (معاوية) يا بنت العم إنهم كثر والملاحظ إنها مقولة (على) إذن القضية سقطت قبل بلوغها السبل وما أثير من ذرائع ما هو إلا مبرر لزعامة القوم أما الحالة الثانية وهى خروج( الحسين) هو أيضا فقه السلطة والمال الذي تحكم في الأحداث بداية من شراء أهل العراق ومقتل( مسلم بن عقيل) لنجد أنفسنا أمام تشريع شاذ وفقه ضال وخاصة من زعموا أن خروج (الحسين) كان خاطئ مرجعين ذلك إلى معارضة (ابن العباس) على خروج (الحسين) لينتهي بنا الأمر إلى تبرئة( اليزيد) من دم آل البيت زاعمين أن يزيد يجهل ذلك هم إذن نفس من شرعوا ل(معاوية) خروجه جرموا (للحسين) خروجه وان لم يكن هم فامتدادهم أو ربما انسالهم في العلم وتتضح بشاعة التشريع حينما تنزل إلى موقع الأحداث بخيالك لترى أن من قتل (الحسين) هو أدنى خلق الله خلقا ودينا وأنت تتابع الأحداث في تساقط الرجال والأطفال في موقعة هي شبه انتحارية لقوم ظلموا وقتلوا واسروا لنجد الأعذار تتوالى واقتطاف النصوص القرآنية وترجمتها إلى لغة شاذة في التفسير لترميم بشاعة الحدث وتلميع أبطالها بداية من أن خروج (الحسين) خاطئ إلى جهل (اليزيد) بالأحداث إذن كيف يستقيم هذا مع ما يطلقوه عليه من انه سيد الشهداء مرورا بالتقليل من بشاعة الحدث انتهاء إلى جهل( اليزيد) بالأحداث فكيف يستقيم الامرمع اليزيد بداية من اختياره لأسوء قادة يديرون المعركة إلى حمل رأس (الحسين) إلى مقر ملكة وتقديم الرأس الشريف على الأطباق لمالك الدنيا وهو محاط بالعلماء والفقهاء الذي شرعوا ورضوا .... إذن لا احد يزايد على التاريخ ولا احد يدس على التاريخ الأكاذيب ورغم أنهم رحلوا ورحلوا جميعا المخطئ والمسئ منهم والمحسن والقانت لربه منهم لتنطوي صفحة من صفحات الأمة كانت غرسا موفقا لزراعة الفتنة والانشقاق بين الامه والفضل يعود لحزمة من العلماء أبوا أن ينصفوا أنفسهم أولا قبل أن يحقوا الحق أو يراعوا علما أثقل أكتافهم حملا ولم يثقل عقولهم فكرا ثم تورث التركة إلى أبناء وأحفاد حملو نفس الفكر في براءتهم من إنصاف اجل خلق الله وتكريس الموروث من المنقول الخاطئ في تحليل الأحداث وإنصاف أبطالها ليعانى آل البيت على مر التاريخ حصارا فكريا وجسديا وتهميش غير مبرر في المنقول عنهم وكأنهم وباء نزل على الأرض يجب بتره .. وقد غفل هؤلاء أن هناك خلايا كانت خاملة في حينها تترعرع في غفلة من الأفدنة المزروعة بالتهميش لأل البيت تلك الخلايا التي كرست لأل البيت ووثقت لهم وزادوا ونقصوا واضافو وقصوا من المروى عن ألاءمه لنفاجئ ببركان من المشعوذات خرج من حيث لا ندرى يحمل أيضا فكرا وعلما أثقل أكتاف حامليه ولم يثقل عقولهم كردة فعل طبيعية للتضليل والتهميش لآل البيت وتخرج علينا أكوام من الكتب والوثائق تؤرخ لآل البيت بعد أن عمل فيها العقل إبداعاته الخيالية لتفاجئ الأمة بموروثين مهلكين وتعيش في فتنة فكرية هي أسوء مما كانت علية أثناء الأحداث ( الفكر الشيعي والفكر السني ) فتنشق الأمة وتتمترس خلف جيش من العلماء منشق على نفسه ( يهدهد أطروحاته) ويجذب المحبين لها ولم يألوا جهدا في جمع الأتباع والمريدين لتتصارع الأمة منقسمة إلى طائفتين هما عمود الأمة الإسلامية وربما هي من تتسبب في هلاكها ناتجة عن نبت خبيث لما زرع من قبل المتقدمين والمحدثين ليتبناه ويضيف عليه المتأخرين فتقع الأمة ضحية الوراد من انهار لم نرها أو نشرب منها حتى فكرة (الاختلاف بين العلماء رحمة) أغلقت و تاهت بين كم التنافر والتباعد بين الطائفتين ولما لا وهما لم يجمعهما مفهوم فقهي واحد فالوضوء مختلف والصلاة مختلفة والصوم مختلف والحج مختلف والزواج مختلف وان كان الاختلاف بين كل ما سبق في بعضها متواضع وقريب الشبه إلا أن كل طائفة لها قناعاتها وأطروحاتها التي تعمق الخلاف و تنفر مريديها من الطائفة الأخرى .. .. لتجد نفسك مثقل بموروث زادت رقعته بفعل استصلاح العقول البسيطة وغرسها لتنبت اجتهادا فكريا قد يدمر الأمة ويهلكها ......................................... والله المستعان