.................... الأمل
إن خلقتنا الكونية .... وحركتنا الدنيوية .... مرهونة ببيئتنا
وهذا مرهون بالأمل
فحينما تتحدث تأمل بأن يفهم سامعك ما تقول
وحينما تسمع تأمل أن تسمع ما يرضيك
وحينما تسعى تأمل الخير وما يشبع سعيك فى مشيك
.......................................................................
إذن
تركيبتنا النفسية جزء منها إن لم يكن كلها أحد عناصرها الأمل
نعم نحن بحاجة إلى الأمل حتى نستطيع مواصلة الحياة
إذا لم نكن مؤمنين بأن هناك أمل فى أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر
وبأن حياتنا سوف تتحسن على نحو ما
فاننا نموت من الناحية الروحية
ليظل الجسد هو ذلك الكتلة الصلبة التى تشغل فراغ لا حق لها فيه
نعم نحن نحتاج إلى الارشاد دوما بسبب عثرات الطريق
نعم نحن نحتاج إلى من يسمع صراخنا حينما نصرخ
نعم نحن نحتاج لمن يصفق لنا حينما نتكلم
نعم نحن نحتاج لمن يغفر لنا وينسى حينما نخطأ
نعم نحن نحتاج لمن يواسينا حينما نحزن
قدر الله لآدم النزول للأرض من أجل الأمل
فلا أمل فى جنته التى وهبها الله له ... لأنه لا غد فيها ينتظره ... ولا أمانى له فيها تنتظر التحقيق ...
ولا حراك من حوله الا من إبليس ... وكل ما فيها مجاب (إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى )
اذن لا حاجة لآدم بغد يأتيه ... ولا شُغل له بالأمل .... فأنزله الله إلى الأرض ليحيى فيه الأمل ...
الأمل فى جنة وجب عليه هو وذريته أن يشقى ويصبر حتى يصل إليها ..وعليه هو وذريته أن
يعمل لها ويصبر وينتظر حتى ينالها .. فما أُهدى لأدم بغير حساب ... هو الآن يدخلها بحساب
.... وليس أمامه إلا الأمل ... الأمل فى رحمة الله
لذلك وجب علينا
أن نبشر كل من جائنا ملهوفا أو مكروبا أو يائسا أو حزينا أو خائفا
وأى من جاء وفيما جاء ... والعلة من مجيئه
وجب علينا أن نزرع فيه الأمل
الأمل هو تلك الشجرة التى جفت عروقها بداخلنا فوجب علينا ريها لإحيائها