(النوم فى العسل ) ..... حينما يكون للصمت صوت

 

..............#قصة_من_يرويها_أهل_الفن .............................

(النوم فى العسل ) ..... حينما يكون للصمت صوت

.......................................................................................

ما تستنى يا عم ... الحُصر ملت الفيس . مفروشه قدام كل مصطبة وبيت . واللى قاعد أكتر من

اللى ماشى .... هو ايه الفيس غير أوضتين منفدين على بعض بباب واحد ... هنا زى هناك ...

إقرأ اللى هنا وروح هناك .... مستعجل ليه ... وايه جابك ... معاك عيل تاه جاى تدور عليه ...

......................................................................................

فيلم (النوم فى العسل ) لأن القهر ............ قاتل صامت يميت الشغف

كلنا أول ما نسمع إسم الفيلم نعرف إنه بيناقش مشكلة (العجز الجنسيى )

هذا الوباء الذى قد يهدد الشعب بربوعة وتحول الى ظاهرة جمعية

............................................................................................

وبقليل من التفكير نكتشف أن العجز الجنسى الذى يناقشه الفيلم

ما هو إلا .... نتيجة .... وليس .... سبب .... للوباء

بمعنى أن هذا العجز له أسبابة التى تجعله ظاهرة جمعية تمتد من القاهرة الى أسوان

..........................................................................................

وكى يفلت الكاتب الرائع (وحيد حامد ) والمخرج (شريف عرف ) من قيود الرقابة

جعل العجز الجنسى هو محور الفيلم .. والحقيقة أن الفيلم يعالج مشكلة القهر المجتمعى سواء

على مستوى الفرد أو الاسرة أو الحكومة الذى أدى إلى الإحباط ومن ثم فقدان الشغف

فكل ذلك ما هو إلا منظومة قهرية متشاركة فى الفعل ورد الفعل

...................................................................................................

يبدأ الفيلم أول مشاهده

بشاب يفشل فى ليلة زفافه فيقرر الإنتحار أمام القطار..

والقطار هنا رمزية للقوة التى لا تقهر ربما تكون الحكومة أو النظام أو المجتمع

بدأ وحيد حامد بجيل الشباب الذى يعجز عن المواجهة المجتمعية بكامل مكوناتها

ثم يتوالى فى تناوله لشرائح المجتمع وتعاملهم مع القهر والإحباط وضبابية المستقبل

.......................................................................................................................

فيثنى بالطبقة الشعبية التى لا تمتلك الرؤيا أو الفكر فى مواجهة قهرها وإحباطها

وبذكاء شديد وحيد حامد قدم نموذج

للمواطن العادى البسيط "شحتة"و اللى قتل مراته لانها ما تحملتش ظروفه ليوم واحد..

الرسالة واضحة جدا قد لا يحتمل الوطن أبناؤه حينما يخطأون فيقتلهم دون تردد حتى لا

يذكروه بعجزه وفشله ..... هو نفس الاحباط الذى جعل أم تقتل أولادها .... وأب يلقى بأبنائه فى

الترع ... وآخرى تبيعهم .... كما نشر بالصحف مؤخرا

............................................................................................

ثم تناول الفيلم رجال الأعمال..فهم أيضا يعانون القهر، و قد يعانون من التضييق أو

الإهمال..والروتين رغم أنهم عصب الاقتصاد

............................................................................................

و حتى صُناع القرار أنفسهم يعانون من القهر ..

فالطبقة الحاكمة في درجاتها المتعددة تجد من يقهرها من الأعلى و الأعلى يقهر من هم أقل منه درجة..

ولكنها معصومة من الخطأ مثلها مثل أئمة آل البيت عند الشيعة

وإن أخطأوا فهو فى صالح المواطن ولكن المواطن ( مش فاهم مصلحته )

ويتجلى ذلك فى ظهور وزير الصحة على الشاشات وقد قام بدوره الرائع (نظيم شعراوى )

يقول كله تمام .... ودى اشعات مغرضة .... ومعندناش تقارير بالمستشفيات الحكومية تقول ان فى وباء ....

بلدنا بخير..

المسؤول دايما يطمئن المجتمع

أيا كانت الكارثه فهو يطمئن المجتمع بإخفاء الحقيقة، و تلقي باللائمة على أعداء الوطن

ومروجى الإشاعات لو فشلت في تجميلها أو إخفائها

...................................................................................

ثم يتناول وحيد حامد دور العلم

فى حواره مع الرائع لطفى لبيب حينما سأله العقيد مجدى عن المشكلة فرد عليه قائلا

(( ممكن تكون حالة إحباط عامة، برامج التليفزيون احياناً بتجيب إحباط، قراية الجرايد بتجيب

إحباط، كتر سماع الكذب بيجيب إحباط، الخوف من المستقبل ممكن يعمل خلل فى كل وظايف الجسم ))

.............................................................................

ثم يتناول وحيد حامد دور الإعلام فى التضليل وحجب الحقائق عن صناع القرار وبعدها لا يجد

المقهور أو المحبط سبيل الا اتباع الشعوذة والتطرف ويكون ضحية لاستثمار رجال الدين

للأزمة وخطف الشعب الى حافة الهاوية وغسل الادمغة وهذا واضح فى صراخ احدهم ...

(الحكومة عاوزاكم موكوسين على طول)

......................................................................................

ثم يرتقى الى النخبة والصفوة وممثلين الشعب فى مناقشة المشكلة ( مجلس الشعب ) فينقسموا الى مؤيد

ومعارض ومستنكر وثائر دون تقديم حلول

...........................................................................................

وفى الفيلم لم يتفهم الخطر أو الكارثة الا ضابط الشرطة ووزير الداخلية لإلمامه

بوضع المجتمع والخطر الناتج وإحتكاكه المباشر مع الجمهور

عن القهر والاحباط ولكنه لا يملك النظرة السياسية فنظرته أمنية بحته لا يهمه إلا استقرار الوطن

..................................................................................

ولم يبقى إلا الصراخ ... الجميع يصرخ .. المسئولين يصرخون من الداخل والناس تصرخ وتسمع صوتها للفضاء

الصراخ هو الحل فى مشهد عبقرى يجمع فيه وحيد حامد جميع طوائف المجتمع

لتكتشف ان الكل مقهور ومحبط ولكن مع تفاوت درجات القهر

ويعلوا صراخ الناس (آه آه آه ) اذن لا حل يقدمه وحيد حامد كعادته

ولم يبقى الا الصراخ

وينتهى الفيلم دون تقديم حلول وبصوت الرائع عادل الإمام يلقى بالمشكلة على مجلس الشعب

الجهة التشريعية المنوط بها الحلول (( السادة الأعضاء الناس أهى عندكم حلوها أنتم

بمعرفتكم حلوها أنتم بمعرفتكم آه آه آه ))

.........................................................................................

و دائما ما يكون الصراخ هو الملاذ الأخير لمن يعانون القهر،

وحينما تتحول الأزمة إلى محاولة لترميم الصدع المجتمعى دون بحث عن الحل..

لان الجميع ينتظر الحل و لكن من خارج محيطه .