لـــــــمــــــــــــاذا القــــــــــــــــران

 

.......... لـــــــمــــــــــــاذا القــــــــــــــــران ............

.................لــــمـــاذا هـــذا الكتـــاب ...................

................ يُحـــــــــــــــــــــــــــــَـرق ................

لم نرى غيره من الكتب السماوية الثلاثة من يُمزقه او يُجاهر بحرقه

(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ))

الحفظ يوكل دائما لمن هو امين ومؤتمن ولا يحرف ولا ينحرف لمآلا القول المنزل

فالله جل فى علاه هو الأهل لذلك وقد مرت تجارب مررها الله على عباده فى تحريف ما أنزله

فالذين ارسلوا من الانبياء كانوا حافظين لكلام الله ولكن خلف من بعدهم خلفا حرفوا وبدلوا كلام الله

لذلك كان على الله جل فى علاه وهو اعلم بذلك أن يحفظ ما أنزله من كلام

على أنبياءه لأن سيخلف من بعدهم خلفا يخونون اماناتهم ويخنون ما انزل الله

اما لهوى لأنفسهم او نزولا على رغبة حاكم او سلطان او ارضاءا لعشيرة او قبيلة

( ولك ان تتخيل لو ان القران لم يحفظه الله ماذا كان فعل الشيعة فى اياته وايضا ماذا فعل اهل السنة فى اياته ولا نذكى على الله احد ناهيك عن العلمانين والوجوديين والملحدين واهل الكتاب ....)

فهو كتاب للعالمين وليس لفئة بعينها فكان خطابه يأيها الناس وخطاب من انزل عليه فى حجة الوداع ايضا ايها الناس

لذلك حينما نزل القرأن الكريم وهو اخر ما انزل من عند الله ولن ينزل بعده كلام

ولن تكون هنا مخاطبة بين الله والبشر الى ان تقوم الساعة وانه اخر دساتيير الارض ...

كان حرى على الله ان يحفظه ويحصنه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

والباطل هنا هو التحريف فى الكلمات والمآلات .....

فقال جل فى علاه متحديا البشر جميعا ان يقتربوا من القرآن ويعملوا فيه عقولهم فى كلماته وجمله وحروفه

(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ))

لذلك تجد أن الملة الوحيدة التى تختلف فى كل شئ وتجتمع على صحة ما جاء بين الدفتين

( القرآن الكريم ) مقرين بكل ما فيه لا يختلفون فى قراءته وكتابته وتلاوته وترتيله ...

ولذلك لم يأمر الله الخلق فى القرآن بحفظة ولا توجد آية واحدة تأمر بحفظه ولكنه امر بقراءته وترتيله وتدبره وفهمه وجمعه

ومن ثم يأتى الحفظ متسقا بعد الفهم والتدبر والقراءة وهو نتيجة طبيعية للعوامل السابقة ....

فالحفظ هنا ليس شرطا ان تفهمة وتتدبره ولكن محظور عليك تاويل الايات او العمل بها الا بعد الرجوع لاولى الفهم والتدبر

(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)

فاكثر ما بتلينا به منذ وفاة رسول الله حتى قيام الساعة هو الحفظ دون فهم ثم العمل

بالحفظ ومنطوق الايات على ظاهرها وهذا نهج الخوارج

يقول ابن العباس

رضى الله عنه : فدخلت على قوم لم أر قط أشد اجتهادًا منهم، أيديهم كأنها ثفن (*) الإبل، وجوههم معلمة من آثار السجود، عليهم قمص مرحضة، وجوههم مسهمة من السهر) ورغم ذلك أو كلمة قذفوه بها رضى الله عنه حينما قالوا له

لا تخاصموا قريشاً فإن الله تعالى يقول: ((بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ))،

وهذه الآية نزلت فى كفار قريش .....

..................................................................................

فوجب على الحافظ لا يعمل بما يحفظ حتى يفهم والفاهم وجب عليه ان يحفظ ما يفهم

ورغم تكالب المتربصين والكارهين والمنافقين لم يستطيعوا اضافة أو حزف حرف او كلمة وهو الذى يحوى بين دفتيه الاف الكلمات والاحرف

وليعلم الجميع ان كلام الله دماءا تجرى فى كل زمان ومكان ويحتاج الى التجديد فى فهمه بما يتناسب مع العصر الذى يحل به ...فالسابقون الاولون فسروه فى ظل ما احيط بهم من احداث وافعال وسلوكيات كانت قائمة فى زمنهم فاصابوا فى التفسير والاقتداء والفهم ولذلك قال الامام على عليه السلام للقرآن سبعة بطون ولو علم العباد تأويل القرآن لصعقوا من تأويله ولا يعلم تأويله الا الله

............................................. ...................................................

نعلم أنه

الهجمة شرسة والتربص شديد والغل دفين لكتاب عجزوا عن تحريفه وقبل ان ندين حارقه ندين حامليه ومتدبريه لانهم قصروا فى توصيل فهمه ومآلاته وعجزوا وتراخوا عن تدبره

ولن يتوقف التربص بالقرآن كما لم يتوقف الاذى على من انزل عليه القرآن وهو رسول الله فالرسول حورب بكل قوة من ايذاء فى جسده وبدنه والقاء القاذورات والمخلفات أمامه وهو يصلى الى قذفه بالحجارة حتى ادميت قدماه الى حبسه فى شعب ابى طالب الى محاولة قتله عليه السلام

نعم لأنه (وَبِٱلْحَقِّ أَنزَلْنَٰهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ ۗ) هو القرآن

ما يزيد عن مليار يعبدون البقر وفى الجانب الآخر هناك من يذبح البقر ويأكلها وما يزيد عن مليار يعبدون الاصنام على انها اله ولم نرى من يشهر او يقلل من هذه العقائد

لم نرى الا الاسلام والقرآن هو المغروس فى خاصرة كل مريض ومنافق

لم نرى الا الاسلام والقرآن يهاجم ويهان تراثه هذا لأنه قول الحق وبالحق نزل

عجزوا عن تحريفه وسيعجزون عن طمس حضوره وعظمته وعظمة رسول الله الذى بعث به

..................................... ..................................................

وخلاصة القول

أن يحرق القرآن أو يمزقه انما يحرق أو يمزق مداد بين دفتين كما قيل للإمام على فى مناظرته مع الخوارج

(فلمَّا أنْ بلَغَ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه ما عتَبوا عليه وفارَقوه عليه، فأمَرَ مؤذِّنًا فأذَّنَ: أنْ لا يدخُلَ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رجُلٌ قد حمَلَ القَرآنَ، فلمَّا أنِ امتلأتِ الدارُ مِن قُرَّاءِ الناسِ دعا بمصحَفٍ إمامٍ عظيمٍ، فوضَعَه بَينَ يدَيْه فجعَلَ يصُكُّه بيَدِه ويقولُ: أيُّها المصحَفُ حدِّثِ الناسَ. فناداه الناسُ فقالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، ما تسأَلُ عنه، إنَّما هو مِدادٌ في ورَقٍ، ونحنُ نتكلَّمُ بما رَوَيْنا منه، فماذا تريدُ ) ولكن مقاصده وأوامره بين قلوب المؤمنين يغلقون عليه من وهج المنحرفين

خلاصة القول

عليك ان تدرك أن القرآن جسد متصل بروح لا ينزع منه امر دون الالمام به كاملا

فالخوارج صنفان

صنف حفظ القرآن كله واساء فهمه وتدبره فأفسد فيه وبه وأهلك الحرث والنسل

اما الصنف الثانى

اقتص من آياته ما يجنح اليه هواه ويتشبع به غروره فتكردس وتمترس حول بعض أياته واقتطعها من القرآن مدعيا أن هذا هو النهج والدين ... كالذى فطع ذراعه من جسده وقال هذا هو ساعدى الذى اقاتل به والتمس به السبل يحمينى وينصرنى وهو لا يعلم انه اهلك ذراعه وافسد جسده لأنه نسى ان الذراع جزء من الجسد لا يفلح فى صنع شئ إلا اذا اجمع الجسد على صنيعه ... هكذا القرآن لا تسعفك آية واحد فى تمام وكمال دينك

خلاصة القول يا سادة أنه

كلما زاد العداء لكتاب الله كلما ثبت يقين صحته وأنه من عند الله

كلما احرقوا نسخة منه خرجت من قلوب المؤمنين ألاف النسخ متطابقة ومتسقة ومتوافقة مع بعضها فهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

دمتــــــــــم بخيـــــــــر يـــــــا ســـــــــــادة