اقــــــــــرأ كتــــــــــــــــــــاب ( النفس فى القرآن )

 

اقــــــــــرأ كتــــــــــــــــــــاب

النفس فى القرآن

وتدبر اياته وابحر فى علم ظننت انه غيب وما هو بغيب فقد حدث واعلن ولكن لا نتذكر

المقال المنتظر الموضوع مش سهل .....

المقال ده احد المواقع اللى بانشر فيها ثبتته شهر كامل على صدر صفحتها ومنعتنى انشره قبل الشهر ده فى اى موقع اخر

المقال ده ليك انت هديه وببلاش كل اللى هتعمله انك تقراه ... وانه ليحزننى الا يقرأه من احبهم واقدرهم وقد قرأه عشرات الالاف من المتابعين فى اماكن اخرى ومواقع اخرى

المقال ده مش هتلقيه فى اى مكان تانى ولا حد قرب من المنطقة دى ...... الا ما رحم ربى

تعالى على نفسك وكمل قراءة وهتدعيلى ... فو الله لا اريد لك الا الخير ... فلا مغنم لى ولا مغرم عليك اذا قرأته

...............................................................................

نبتدى يا سيد الناس .... نبتدى .... توكلنا على الله ... بص يا سيدى .... ركز معاى عااااد .... واهدن كده ... ونادى على

اللى بيسمع كلامك فى البيت يعملك كباية شاى .... ولا اقلك متحرجش نفسك قوم اعملها بنفسك .. هو حد يعنى هيسمعك وان سمعك . هتلاقى الف عذر .. ما لسه شارب ... باغسل البوتجاز .. الطبيخ على النار ... ابعت الواد يجيب شاى .ايدى مش فاضية ....ما كله بيسمع... ويسوق الطرشة ... بلاها شاى ... نبتدى

...............................................................................

فــــــى ظـــــــل ايــــــــــة

(فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ)

اليد التى بطشت والارادة التى اقدمت والعقل الذى دبر وفكر ونفذ كل ذلك كان مأمور وموجه من النفس القاطنة فى عمق الانسان

الخطاب الربانى هنا كان للنفس وليس للانسان بكامله هى من حملت الاخ على ان يقتل اخاه وهو جانب الشر فيها

وحينما تفيق من شرها تتدارك اخطائها وتندم ( يا ويلتى اعجزت ان كون مثل هذا الغراب لأوارى سوءة اخى )

هنا تظهر الافاقة الكلية للمخلوق ( الضمير ) والفطرة السليمة وهنا أقصد الانسان بكامل هيئته اذن اليد مأمورة بأمر النفس وكذلك كل اعضاء جسدك مأمورة بأمر نفسك

فالنفس بنص القرآن هى المسئولة وهى ما ستحاسب عن خيرها وشرها وتنطق دون الحاجة للاعضاء

يحاسبها الله على اجرامها وجرمها وشرها لأنه لم يخلقها مجرمة ولم يجعلها شريرة بل هى من اختارت الشر

واضمرته منذ الازل

........................................................................................

إذن

ما هى ... النفس .... وما هى الروح .... وما هو الجسد ... ما هو الضمير

............................................................................

النـــــــــــفــــــس

تلك النفس التى عجزنا عن ترويضها وادراكها والالمام بها فاسرتنا واستباحت فضيلتنا فطغى فجورها عن تقواها فاوجبت خلق الجنة والنار لها

لم يذكر ربنا جل فى علاه الروح فى القرآن كثيرا ولكنه اسهب فى ذكر النفس لأنها محور الخلق ووقائدة الركب

النفس هى قضية الجنة والنار والخير والشر والملائكة والشياطين والانبياء والرسل والاولياء والفاسقين

أولا

النفس هى ثانى مخلوق حضر لقاء ربه قبل استوائها على الدنيا شأنها شأن إبليس فى جدلية خلق الانسان كان ذلك فى عالم الممكن وهو عالم الذر وقد أخبرنا القرآن بذلك ولكن لم يذكر تفاصيله كما ذكر تفاصيل الحوار مع ابليس لعنة الله عليه

( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ

ثم يقول جل فى علاه

(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين )

اذن كان هناك لقاء مع الله نحن لا نتذكره كان اللقاء قاصر على نفوس بنى ادم من خلق ادم حتى قيام الساعة

وبين الله وحاورهم واقام عليهم الحجة فمنهم من اختار الشقاء متزيننا بزينة الدنيا

ومنهم من اختار النعيم معرضا عن نعيم الدنيا

وقد اشهدهم الله جل فى علاه على اختياراتهم لا نعلم متى تم هذا اللقاء واين وفى اى بقعة

ولكن ما نعلمه او نشعره كان لقاءا شاقا ومرهق اكبر بكثير من لقاء ابليس مع ربه ورفضه السجود لأدم

ولذلك حذرنا الله من انفسنا اكثر من تحذيره من ابليس ...

وعلينا أن ندرك ان النفس البشرية ليست بحاجة الى الجسد لكى تؤذى وتتحرك وتتكلم وتمشى وتناقش وتجادل ...

وهذا واضح من سياق الاية فقد شهدوا وأقروا بما عاهدهم الله عليه قبل ان يهديها الهيئة ويلبسها للجسد

ثانيا

وانت فى منامك ترى وتتحدث وتسافر وتضرب وتجرى وانت نائم لم تتحرك اعضائك اذن النفس قادرة على ذلك دون الحاجة الى جسدك

النفس بنص القرآن هى المسئولة وهى ما ستحاسب عن خيرها وشرها وتنطق دون الحاجة للاعضاء

يحاسبها الله على اجرامها وجرمها وشرها لأنه لم يخلقها مجرمة ولم يجعلها شريرة بل هى من اختارت الشر

واضمرته منذ الازل ويكافئها على خيرها وجميل صنيعها واستسلامها لخالقها بالجنة والفردوس

اذن النفس كانت حاضرة فى عالم الممكن قبل ان تتلبس الجسد وتأتى الى الدنيا

ثالثا

قال تعالى فى يوسف

( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث )

اذن ما تراه فى منامك هو احاديث حقيقية كما لو كنت مستيقظ وهذا من افعال النفس

الرؤى والمنامات وانت نائم هى حقيقة لا مراء فيها ولكن تحتاج الى تفسير وتأويل لان الرائى يرى فى برزخ

غير دنياه وعالم لم يألفه وهو عالم الارواح ولكنه حقيقة تحتاج الى مفسر ومؤل لاحداث النوم وما تحدثه النفس

من ارباك

ومن شدة اجرام النفس كاد الله ان يحاسبنا على ما تضمره ولا تبديه وتفكر فيه ولا تفعله من عظم شرها

( : إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )

لولا رحمة الله بنا فانزل قوله تعالى .... آمن الرسول ..... الى اخر سورة البقرة

.......................................................................................

الــــــــــــروح

أما الروح فهى غيب آخر مجهول لأنه لم تفرد لنا مفاهيمها ومعانيها بأمر الله ( ويسألونك عن الروح )

وهى أمر الله ولولاها ما قامت للنفس قائمة هى ذلك ( البنزين للسيارة ) ( والسائق للعربة ) ( والرياح للسفينة فى البحر

( (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آيةً للعالمين) )

اذن الروح هى من تحول النفس الساكنة الى متحركة وتبعث فيها الحياه دون تدخل فى ارادتها او سلوكها

والروح هى سر الله فى الحياة وبخروجها من الجسد تنتهى النفس وتتحول الى كتلة ساكنة لا حول لها ولا قوة الى ان يعيدها الله للحياة يوم القيامة او بعد استيقاظها من نومها

الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )

وهذا غيب اخر غير غيب النفس وافعالها

...................................................................................

الجســــــــــــــد

هو هبة الله للنفس لتكتسيه وتتوارى خلفه وتستر فيه اجرامها وافعالها

هو ما وهبه الله للنفس ومكنها منه لتمارس افعالها والجسد شاهد على النفس يوم القيامة واداة لتعذيبها او نعيمها

( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " ... )

الجسد هو ذلك الصندوق الذى تغلف به النفس وليعرف بعضنا بعض ولكن عاجزين عن معرفة نفوسنا وما تضمره وتخفيه

..................................................................................

الضميــــــــــــر

هو سر وغيب لا طاقة لنا به .. هو ذلك القادر غير المتمكن .... اشار اليه القرآن فى ايات كثيرة بصورة رمزية ( كتابوا ... ورجعوا ... وتغيروا ... واسلموا ...) هو اذن لقمان الحكمة فى الجسد ولكن النفس غالبة علية بفضل استسلامك للنفس

النفس شهوانية ( فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله ) والضمير بطئ ومتأنى ودائما يتأخر عن النفس بخطوه لا يفيق الا بعد حدوث الفعل لأنك لم تستدعيه مبكرا ليزن لك سلوكك وافعالك ( قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين)

هو الضمير اذن وعقابه المدوى للنفس ( سوءة أخى ... قمة الندم .. ولكن بعد أن خسر كل شئ ... فاصبح من الخاسرين ... هو اذن فى العمق فى عمقك يسكن شأنه شأن النفس والروح والافئدة ولكنك تتجاهله وتصغى لرغبات النفس

الضمير هو موطن كل صلاح وكل ولاية وفيها يسكن العبد الربانى الحقيقى ومنه تخرج الايات والمعجزات والوصل والوصول مع الله فوصله لا ينقطع

............................................................................

ومــــاذا بعــــــــــد

اذن شكلك الذى انت عليه وهيئتك التى يراك الناس فيها واعضائك التى تتفاخر بها هذا جزء ضئيل من حقيقتك

اذن هناك فرق كبير بين الانسان والنفس ... هناك فى العمق فى داخلك تدور الاحداث وتتعاظم الافعال وترتقى الافكار دون علمك

اذن انت ليس كلك وما تراه من مظهرك هو جزء من حقيقتك ... ولكن الحقيقة الكاملة تكمن داخلك حيث العمق او الركن الذى تهاب ان تقترب منه داخلك .... فشكلك وجسدك واعضائك ليس كلك ولكن جزء منك

اذن الجزء الروحانى والربانى هو بداخلك يتربى فيه الانبياء فيبعثوا ويتربى فيه الاولياء فيظهرو ويتربى فيه الصالحين فيتطهروا

وكذلك فى هذا العمق نفسه الذى بداخلك يتربى الفاسد واللص والسارق والقاتل والزانى والكافر وغيرهم ممن تريد ان يباشر الحياة بجسدك المأمور بأمر هذا العمق الذى تعيش فيه النفس

اذن مصيرك وارادتك تتحدد بداخلك حيث العمق الذى ترتقى وتلتقى فيه بروحك وحيث العمق الذى تلجم فيه نفسك وتربيها وتسويها وحيث العمق الذى تخاطب فيه ضميرك

اذن جنتك بداخلك ونارك بداخلك نعيمك بداخلك وشقائك بداخلك ايمانك بداخلك وكفرك بداخلك

..............................................................................

الغائـــــــــــــــــــب

ما هو غائب عنك هو ذلك الجزء المتصل بالله ( الضمير ) فى العمق الذى بداخلك والذى يتحدد به مصيرك

فلا عجب ان ترى امى يسرد اشعارا يعجز عن نظمها وبلاغتها المتعلمين

وغير متعلم يمتلك ناصية الكلام والحكمة

هذا لانه اكتشف عمقه وحقيقته النورانية ..

يروى احدهم ان جدته كانت لا ترى مناما ( حلم ) والا يتحقق وما ترى شخص الا وتخبر بأحواله خيرا أم شرا وهى لم تغادر القرية قط ولم تتعلم ....

ويروى اخر عن اخته اذا استيقظت من نومها وقلبها مقبوض يحدث شئ مؤلم ... واذا استيقظت وقلبها منشرح يحدث ما يفرح ويبشر ....ويكمل قائلا ..ولم تخيب احاسيسها يوما قط...

اذن استدعاء ما بداخلك والسير فى كهوف جوانحك امر يتطلب روحانيات ووصل مع الله وفيض يعجز عنه الكثير

.... لأنك لم تنقطع انت عن الغيب ولو للحظة وتواصلك مع البرازخ مستمر وهذا ما تؤكده احاديث النوم والغفلة

انت لم تدرك بعد قوله تعالى

( وفى انفسكم افلا تبصرون )

(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى....)

...........................

ليس بعجيب ذلك الرجل الذى باشر الشافعى فى منامه ويقظتة ( قبل يدك انت يا شافعى فانت اوسخ الناس ) الشافعى لم يصل للعمق الذى وصل اليه هذا الاشعث الاغبر فى ظنه بالله ...

هذا العمق الذى عجز موسى ان يجارى فيه الخضر ( علمناه من لدنا ) العلم الذى يخاطب العمق هو علم اليقين

هو نفس العمق الذى جعل عبدا يجرى على لسانه دعاء فينزل الغيث ولم ينزل بصلاة عمر وابوبكر وعثمان رضى الله عنهم فاستغاثوا بالعباس

هو نفس العمق الذى تربى فى صدر رسول الله وافرغه للمهدى عليه السلام ليصلح به الامة

العمق هو تلك الغيبيات التى اودعها الله فى الانسان والذى يصعب على الانسان فهمه فتقوده من حال الى حال ومن مكان الى مكان

العمق هو داخلك بسراديبه وكهوفه بجوانحه ونفسه وروحه وضميره فى تلك المنطقة يسكن نور الله فهل بلغته

فى داخلك يسكن هدى الله فهل اهتديت له

فى داخلك تسكن السكينة فهل اطمئننت لها

دمتـــــــــم بخيــــــــــــر يا سادة